اَمِنْ تَذَكُّرِجِيْرَانٍ بِذِيْ سَلِمٍ مَزَجْتَ دَمْعًاجَرَى مِنْ مُقْلَةٍ
بِدَمِ
اَمْ هَبَّتِ الرّيْحُ مِنْ تِلْقَاءِ كَاظِمَةٍ وَاَوْمَضَ الْبَرْقُ فِى الظَّلْمَاءِ
مِنْ اِضَمِ
فَمَا لِعَيْنَيْكَ اِنْ قُلْتَ اكْفُفَا
هَمَتَا وَمَا لِقَلْبِكَ اِنْ
قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
اَيَحْسَبُ الصَّبُّ اَنَّ الْحُبَّ مُنْكَتِمِ مَا بَيْنَ مُنْسَجِمٍ مِنْهُ وَمُضْطَرِمِ
لَوْلا الْهَوى لَمْ تُرِقْ دَمْعًا عَلى
طَلَلٍ وَلا اَرِقْتَ لِذِكْرِ الْبَانِ
وَالْعَلَمِ
فَكَيْفَ تُنْكِرُ حُبًّا بَعْدَ مَا شَهِدَتْ بِهِ
عَلَيْكَ عُدُوْلُ الدَّمْعِ وَالسَّقَمِ
وَاَثْبَتَ الْوَجْدُ خَطَّيْ عَبْرَةٍ وَضَنًى
مِثْلُ الْبَهَارِ عَلى خَدَّيْكَ وَالْعَنَمِ
نَعَمْ سَرى طَيْفُ مَنْ اَهْوى فَاَرَّقَنِيْ وَالْحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذَّاتِ بِاالاَلَمِ
يَالائِمِيْ فِى الْهَوَى الْعُذْرِيّ مَعْذِرَةً مِنّيْ اِلَيْكَ وَلَوْ اَنْصَفْتَ لَمْ تَلُمِ
عَدَتْكَ حَالِيَ لا سِرّيْ بِمُسْتَتِرٍ عَنِ الْوُشَاةِ وَلا دَائِي بِمُنْحَسِمِ
مَحَضْتَنِى النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ اَسْمَعُهُ اِنَّ الْمُحِبَّ عَنِ الْعُذَّالِ فِي صَمَمِ
اِنِّى تَهَمْتُ نَصِيْحَ الشَّيْبِ فِيْ
عَذَلِيْ وَالشَّيْبُ اَبْعَدُ فِيْ نُصْحٍ
عَنِ التُّهَمِ
فَاِنَّ اَمَّارَتِيْ بِالسُّوْءِ مَااتَّعَظَتْ مِنْ جَهْلِهَا بِنَذِيْرِ الشَّيْبِ وَالْهَرَمِ
وَلا اَعَدَّتْ مِنَ الْفِعْلِ الْجَمِيْلِ
قِرى ضَيْفٍ اَلَمَّ بِرَأْسِيْ غَيْرَ
مُحْتَشَمِ
لَوْ كُنْتُ اَعْلَمُ اَنّي مَا اُوَقّرُهُ كَتَمْتُ سِرًّا بَدَالِيْ مِنْهُ بِالْكَتَمِ
مَنْ لِيْ بِرَدّ جِمَاحٍ مِنْ غَوَايَتِهَا كَمَا يُرَدُّ جِمَاحُ الْخَيْلِ بِاللُّجُمِ
فَلا تَرُمْ بِالْمَعَاصِيْ كَسْرَ شَهْوَتِهَا اِنَّ الطَّعَامَ يُقَوّيْ شَهْوَةَ النَّهِمِ
وَالنَّفْسَ كَالطّفْلِ اِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ
عَلى حُبَّ الرَّضَاعِ وَاِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
فَاصْرِفْ هَوَاهَا وَحَاذِرْ اَنْ تُوَلّيَهُ اِنَّ الْهَوى مَا تَوَلّى يُصْمِ
اَوْيَصِمِ
وَرَاعِهَاوَهْيَ فِى الاَعْمَالِ سَائِمَةٌ وَاِنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ الْمَرْعى
فَلا تُسِمِ
كَمْ حَسَنَتْ لَذَّةً لِلْمَرْءِ قَاتِلَةً مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ اَنَّ السَّمَّ
فِى الدَّسْمِ
وَاحْشَ الدَّسَائِسَ مِنْ جُوْعٍ وَمِنْ
شِبَعٍ فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ
وَاسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِ
امْتَلاَتْ مِنَ الْمَحَارِمِ وَالْزَمْ
حِمْيَةَ النَّدَمِ
وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا وَاِنْ هُمَا مَحَضَاكَ النُّصْحَ فَاتَّهِمِ
وَلا تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَلا حَكَمًا فَاَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدِ الْخَصْمِ وَالْحَكَمِ
اَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلٍ بِلا عَمَلٍ لَقَدْ نَسَبْتُ بِهِ نَسْلا لّذِيْ عُقُمِ
اَمَرْتُكَ الْخَيْرَ لَكِنْ مَّا أْتَمَرْتَ
بِه وَمَا اسْتَقَمْتُ فَمَا
قَوْلِيْ لَكَ اسْتَقِمِ
وَلا تَزَوَّدْتُ قَبْلَ الْمَوْتِ نَافِلَةً وَلَمْ اُصَلّ سِوى فَرْضٍ وَلَمْ اَصُمِ
ظَلَمْتُ سُنَّةَ مَنْ اَحْيَ الظَّلامَ اِلى اَنِ اشْتَكَتْ قَدَ مَاهُ الضُّرَّ
مِنْ وَرَمِ
وَشَدَّ مِنْ سَغَبٍ اَحْشَاءَ هُ وَطَوى تَحْتَ الْحِجَارَةِ كَشْحًا مُّتْرَفِ الاَدَمِ
وَرَاوَدَتْهُ الْجِبَالُ الشُّمُّ مِنْ ذَهَبِ عَنْ
نَفْسِهِ فَاَرَاهَا اَيَّمَا شَمَمِ
وَاَكَّدَتْ زُهْدَهُ فِيْهَا ضَرُوْرَتُهُ اِنَّ الضَّرُوْرَةَلاتَعْدُوْ عَلَى
الْعِصَمِ
وَكَيْفَ تَدْعُوْ اِلَى الدُّنْيَا ضَرُوْرَةَ
مَنْ لَوْلا لَمْ تَخْرُجِ الدُّنْيَا مِنَ
الْعَدَمِ
مُحَمَّدٌ سَيّدُ الْكَوْنَيْنِ وَالثَّقَلَيْنِ وَالْفَرِيْقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ
عَجَمِ
نَبِيُّنَا الاَمِرُ النَّاهِيْ فَلا اَحَدٌ اَبَرَّفِيْ قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا
نَعَمِ
هُوَ الْحَبِيْبُ الَّذِيْ تُرْجَى شَفَاعَتُهُ لِكُلّ هَوْلٍ مِنَ الاَهْوَالِ مُقْتَحِمِ
دَعَا اِلَى اللهِ فَالْمُسْتَمْسِكُوْنَ
بِهِ مُسْتَمْسِكُوْنَ بِحَبْلٍ غَيْرِ
مُنْفَصِمِ
فَاقَ النَّبِيّيْنَ فِيْ خَلْقٍ وَفِيْ خُلُقٍ وَلَمْ يُدَانُوْهُ فِيْ عِلْمٍ وَلا كَرَمٍ
وَكُلُّهُمْ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ مُلْتَمِسٌ غَرْفًا مِنَ الْبَحْرِ اَوْرَشْفًا مِنَ
الدّيَمِ
وَوَاقِفُوْنَ لَدَيْهِ عِنْدَ حَدّهِمْ مِنْ نُقْطَةِ الْعِلْمِ اَوْ مِنْ
شَكْلَةِ الْحِكَمِ
فَهْوَ الَّذِيْ تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُوْرَتُهُ ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيْبًا بَارِئُ
النَّسَمِ
مُنَزَّهٌ عَنْ شَرِيْكٍ فِيْ مَحَاسَنِهِ فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيْهِ غَيْرُ مَنْقَسِمِ
دَعْ مَا ادَّعَتْهُ النَّصَارى فِيْ نَبِيّهِمْ وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيْهِ وَاحْتَكِمِ
فَانْسُبْ اِلى ذَاتِهِ مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ وَانْسُبْ اِلى قَدْرِه مَا شِئْتَ مِنْ عِظَمِ
فَاِنَّ فَضْلَ رَسُوْلِ اللهِ لَيْسَ لَهُ حَدٌّ فَيُعْرِبَ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ
لَوْنَا سَبَتْ قَدْرَهُ ايَاتُهُ عِظَمًا اَحْيَ اسْمُهُ حِيْنَ يُدْعى دَارِسَ
الرّمَمِ
لَمْ يَمْتَحِنَّا بِمَا تَعْيَ الْعُقُوْلُ
بِهِ حِرْصًا عَلَيْنَا فَلَمْ نَرْتَبْ
وَلَمْ نَهِمِ
اَعْيَ الْوَرى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ
يُرى لِلْقُرْبِ وَالْبُعْدِ مِنْهُ غَيْرُ مَنْفَحِمِ
كَالشَّمْسِ تَطْهَرُ لِلْعَيْنَيْنِ مِنْ
بُعُدٍ صَغِيْرَةً وَتُكِلُّ الطَّرْفَ
مِنْ اَمَمِ
وَكَيْفَ يُدْرِكُ فِيْ الدُّنْيَا حَقِيْقَتَهُ قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْا عَنْهُ بَالْحِلْمِ
فَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيْهِ اَنَّهُ بَشَرٌ وَاَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلّهِمْ
وَكُلُّ اَيٍ اَتَى الرُّسْلُ الْكِرَامِ
بِهَا فَاِنَّمَا اتَّصَلَتْ
مِنْ نُوْرِهِ بِهِِمْ
فَاِنَّهُ شَمْسٌ فَضْلٌ هُمْ كَوَاكِبُهَا يَظْهِرْنَ اَنْوَارَهَا لِلنَّاسِ فِى
الظُّلَمِ
اِكْرِمْ بِخَلْقِ نَبِيّ زَانَهُ خُلُقٌ بِالْحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بِالْبِشْرِ
مُتَّسِمِ
كَالزَّهْرِفِيْ تَرَفٍ وَالْبَدْرِفِيْ شَرَفٍ وَالْبَحْرِ فِيْ كَرَمٍ وَالدَهْرِ فِيْ هِمَمِ
كَاَنَّهُ وَهْوَ فَرْدٌ فِيْ جَلالَتِه فِيْ عَسْكَرٍ حِيْنَ تَلْقَاهُ وَفِيْ
حَشَمِ
كَاَنَّمَا اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُوْنُ فِيْ
صَدَفٍ مِنْ مَّعْدِنَيْ مَنْطِقٍ مّنْهُ
وَمُبْتَسِمِ
لاطِيْبَ يَعْدِلَ تُرْبًا ضَمَّ اَعْظُمَهُ طُوْبَا لِمُنْتَشِقٍ مّنْهُ وَمُلْتَثِمِ
اَبَانَ مَوْلِدُهُ عَنْ طِيْبِ عُنْصُرِهِ يَاطِيْبَ مُبْتَدَإٍ مّنْهُ وَمُخْتَتَمِ
يَوْمٌ تَفَرَّسَ فِيْهِ الْفُرْسُ اَنَّهُمُ قَدْ اُنْذِرُوْا بِحُلُوْلِ الْبُؤْسِ
وَالنّقَمِ
وَبَاتَ اِيْوَانُ الْكِسْرى وَهُوَ مُنْصَدِعٌ كَشَمْلِ اَصْحَابِ كِسْرى غَيْرَ مُلْتَئِمِ
وَالنَّارُ خَادِمَةُ الاَنْفَاسِ مِنْ اَسَفٍ عَلَيْهِ وَالنَّهْرُ سَاهِى الْعَيْنِ
مِنْ سَدَمِ
وَسَاءَسَاوَةَ اَنْ غَاضَتْ بُحَيْرَتُهَا وَرُدَّ وَارِدُهَا بِالْغَيْطِ حِيْنَ ظَمِيْ
كَاَنَّ بِالنَّارِ مَا بِالْمَاءِ مِنْ بَلَلٍ حُزْنًا وَبْالْمَاءِ مَا بِالنَّارِ
مِنْ ضَرَمِ
وَالْجِنُّ تَهْتِفُ وَالاَنْوَارُ سَاطِعَةٌ وَالْحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنًى وَّمِنْ
كَلِمِ
عَمُّوْا وَصَمُّوْا فَاِعْلانُ الْبَشَائِرِلَمْ تُسْمَعْ وَبَارِقَهُ الاِنْذَارِلَمْ تُشَمِ
مِنْ بَعْدِ مَا اَخْبَرَ الاَ قْوَامَ كَاهِنُهُمْ بِاَنَّ دِيْنَهُمُ الْمُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ
وَبَعْدَ مَا عَا يَنُوْا فِى الاُفُقِ مِنْ
شُهُبٍ مُنْقَضَةً وَّفْقَ مَا فِى الاَرْضِ
مِنْ صَنَمِ
حَتّى غَدَا عَنْ طَرِيْقِ الْوَحْيِ مُنْهَزِمٌ مِنَ الشَّيَاطِيْنَ يَقْفُوْا اِثْرَ مُنْهَزِمِ
كَاَنَّهُمْ هَرَبًا اَبْطَالُ اَبْرَهَةٍ اَوْ عَسْكَرٌ بِالْحَصى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِيْ
نَبْذَا بِهِ بَعْدَ تَسْبِيْحٍ بِبَطْنِهِمَا نَبْذَا الْمُسَبّحِ مِنْ اَحْشَاءِ
مُلْتَقِمِ
جَاءَتْ لِدَعْوَتِهِ الاَشْجَارِ سَاجِدَةً تَمْشِيْ اِلَيْهِ عَلى سَاقٍ بِلا قَدَمِ
كَاَنَّمَا سَطَرَتْ سَطْرًا لِمَا كَتَبَتْ فُرُوْعُهَا مِنْ بَدِيْعِ الْخَطّ فِى
اللَّقَمِ
مِثْلُ الْغَمَامَةِ اَنّى سَارَ سَائِرَةً تَقِيْهِ حَرَّ وَطِيْسٍ للّهَجِيْرِ
حَمِيْ
اَقْسَمْتُ بِالْقَمَرِ الْمُنْشَقُّ اَنَّ
لَهُ مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُوْرَةَ
الْقَسَمِ
وَمَا حَوَى الْغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَمِنْ
كَرَمٍ وَكُلَّ طَرْفٍ مِنَ الْكُفَّارِ
عَنْهُ عَمِيْ
فَالصّدْقُ فِى الْغَارِ وَالصِّدِّيْقُ لَمْ
يَرِمَا وَهُمْ يَقُوْلُوْنَ مَا بِالْغَارِ
مِنْ اَرَمِ
ظَنُّوا الْحَمَامَ وَظَنُّوا اْلعَنْكَبُوْتَ
عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ لَمْ تَنْسُجْ
وَلَمْ تَحُمِ
وِقَايَةُ اللهِ اَغْنَتْ عَنْ مُضَاعَفَةٍ مِنَ الدُّرُوْعِ وَعَنْ عَالٍ مِنَ
الاَطِمِ
مَاسَى مَنِى الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتَ
بِهِ اِلا وَنِلْتَ جَوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ
وَلا الْتَمَسْتَ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ
يَدِهِ اِلا اسْتَلَمْتُ النَّدَى مِنْ
خَيْرٍ مُسْتَلَمِ
لا تُنْكِرُ الْوَحْيَ مِنْ رُؤْيَاهُ اِنَّ
لَهُ قَلْبًا اِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ
لَمْ يَنَمِ
فَذَاكَ حِيْنَ بُلُوْغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ فَلَيْسَ يُنْكِرُ فِيْهِ حَالُ مُحْتَلِمِ
تَبَارَكَ اللهُ مَا وَحْيٌ بِمُكْتَسَبٍ وَلا نَبِيٌّ عَلى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
كَمْ اَبْرَاَتْ وَصِبًا بِا للَّمْسِ رَاحَتَهُ وَاَطْلَقَتْ اَرِبًا مِنْ رِبْقَةِ اللَّمَمِ
وَاَحْيَتِ السَّنَةَ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ حَتَّى حَكَتْ غُرَّةً فِى الاَعْصُرِ
الدُّهُمِ
بِعَارِضٍ جَادَ اَوْ خِلْتَ الْبِطَاحَ بِهَا سَيْبًا مِنَ الْيَمِّ اَوْ سَيْلا مِنَ الْعَرِمِ
دِعْنِيْ وَوَصْفِيْ ايَاتٍ لَهُ ظَهَرَتْ ظُهُوْرَنَارِ الْقِرى لَيْلا عَلى عَلَمِ
فَالدُّارُّ يَزْدَادُ حُسْنًا وَّهُوَ مُنْتَظِمٌ وَلَيْسَ يَنْقُصُ قَدْرًا غَيْرَ مُنْتَظَمِ
فَمَا تَطَاوَلَ اَمَاٌل الْمَدِيْحِ اِلى
مَا فِيْهِ مِنْ كَرَمِ الاَخَلاقِ
وَالشِّيَمِ
ايَاتُ حَقِّ مِّنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثَةٌ قَدِيْمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُوْفِ بِالْقِدَمِ
لَمْ تَقْتَرِنْ بِزَمَانٍ وَهْيَ تُخْبِرُنَا عَنِ الْمَعَادِ وَعَنْ عَادٍ وَعَنْ
اِرَمِ
دَامَتْ لَدَيْنَا فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةٍ مِنَ النَّبِيِّيْنَ اِذْ جَاءَتْ وَلَمْ
تَدُمِ
مُحَكَّمَاتٌ فَمَا يُبْقِيْنَ مِنْ شُبَهٍ لِذِيْ شِقَاقٍ وَلا يَبْغِيْنَ مِنْ حَكَمِ
مَا حُوْرِبَتْ قَطُّ اِلا عَادَ مِنْ حَرَبٍ اَعْدَى الاَعَادِيْ اِلَيْهَا مُلْقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بَلاغَتُهَا دَعْوَى مُعَارِضِهَا رَدَّ الْغَيُوْرِ يَدَ الْجَانِيْ عَنِ
الْحَرَمِ
لَهَا مَعَانٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ فِيْ مَدَدٍ وَفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِى الْحُسْنِ
وَالْقِيَمِ
فَلا تُعَدُّ وَلا تُحْصى عَجَائِبُهَا وَلا تُسَامُ عَلَى الاِكْثَارِ باِلسَّاَمِ
قَرَّتْ بِهَا عَيْنٍ قَارِهَا فَقُلْتُ لَهُ لَقَدْ ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ
اِنْ تَتْلُهَا خِيْفَةً مِنْ حَرِّنَارِلَظى اَطْفَأْتَ حَرَّ لَظى مِنْ وِّرْدِهَا
الشِّيَمِ
كَانَّهَا الْحَوْضُ تَبْيَضُّ الْوُجُوْهُ
بِهِ مِنَ الْعُصَاةِ وَقَدْ جَاءُوْهُ كَالْحُمَمِ
وَكَالصِّرَاطِ وَكَالْمِزَانِ مَعْدِلَةً فَالْقِسْطُ مِنْ غَيْرِهَا فِى النَّاسِ
لَمْ يَقُمِ
لاتَعْجَبَنْ لِحَسُوْدِ رَاحَ يُنْكِرُهَا تَجَاهُلا وَّهْوَ عَيْنُ الْحَذِقِ الْفَهِمِ
قَدْ تُنْكِرُ الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ
مِنْ رَّمَدٍ وَيُنْكِرُ الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ
مِنْ سَقَمِ
يَا خَيْرَ مَنْ يَّمَّمَ الْعَافُوْنَ سَاحَتَهُ سَعْيًا وَفَوْقَ مُتُوْنِ الاَنْيُقِ
الرُّسُمِ
وَمَنْ هُوَ الايَةُ الْكُبْرى لِمُعْتَبِرٍ وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ الْعُظْمى لِمُغْتَنِمِ
سَرَيْتَ مِنْ حَرَمٍ لَيْلا اِلى حَرَمٍ كَمَا سَرَى الْبَدْرُ فِيْ دَاجٍ مِّنَ
الظُّلَمِ
وَبِتَّ تَرْقى اِلى اَنْ نِّلْتَ مَنْزِلَةً مِنْ قَابْ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرَكْ وَلَمْ
تُرَمِ
وَقَدَّ مَتْكَ جَمِيْعُ الاَنْبِيَاءِ بِهَا وَالرُّسْلِ تَقْدِيْمَ مَخْدُوْمٍ عَلى
خَدَمِ
وَاَنْتَ تَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطِّبَاقَ
بِهِمْ فِيْ مَوْكِبٍ كُنْتَ فِيْهِ
صَاحِبَ الْعَلَمِ
حَتّى اِذَا لَمْ تَدَعْ شَأْوًا لِمُسْتَبِقٍ مِنَ الدُّنُوِّ وَلا مَرْقَا لِمُسْتَنِمِ
حَفَضْتَ كُلَّ مَقَامٍ بِالاِضَافَةِ اِذْ نُوْدِيْتَ باِلرَّفْعِ مِثْلَ الْمُفْرَدِ
الْعَلَمِ
كَيْمَا تَفُوْزَ بِوَصْلٍ اَيَّ مُسْتَتِرٍ عَنِ الْعُيُوْنِ وَسِرِّ اَيَّ مُكْتَتَمِ
فَحُزْتَ كُلَّ فَخَاٍر غَيْرَ مُشْتَرَكٍ وَجُزْتَ كُلَّ مَقَامٍ غَيْرَ مُزْ دَحَمِ
وَجَلَّ مِقْدَارُ مَا وُلِّيْتَ مِنْ رُّتَبٍ وَعَزَّ اِدْرَاكُ مَا اُوْلِيْتَ مِن ْنِّعَمِ
بُشْرى لَنَا مَعْشَرَ الاِسْلامِ اِنَّ لَنَا مِنَ الْعِنَايَةِ رُكْنًا غَيْرَ مُنْهَدِمِ
لَمَّا دَعَى اللهُ دَاعِنًا لِطَاعَتِه بِاَكْرَمِ الرُّسْلِ كُنَّا اَكْرَمَ
الاُمَمِ
رَاعَتْ قُلُوْبَ الْعِدَا اَنْبَاءُ بِعْثَتِه كَنَبْأَةٍ اَجْلَفَتْ غَفْلا مِنَ الْغَنَمِ
مَازَالَ يَلْقَاهُمُ فِيْ كُلَّ مُعْتَرِكٍ حَتّى حَكَوْا بِالْقَنَا لَحْمًا عَلى
وَضَمِ
وَدُّوْا الْفِرَارَ فَكَادُوْا يَغْبِطُوْنَ
بِهِ اَشْلاءَ شَالَتْ مَعَ الْعِبْقَانِ
وَالرَّخَمِ
تَمْضِى اللَّيَالِيْ وَلا يَدْرُوْنَ عِدَّتَهَا مَالَمْ تَكُنْ مِّنْ لَّيَالِى
الاَشْهُرِ الْحُرُمِ
كَاَنَّمَا الدِّيْنُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ بِكُلِّ قَرْمٍ اِلى لَحْمِ الْعِدى
قِرَمِ
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيْسٍ فَوْقَ سَابِحَةٍ تَرْمِيْ بِمَوْجٍ مِّنَ الاَبْطَالِ
مُلْتَطِمِ
مِنْ كُلِّ مُنْتَدِبٍ للهِ مُحْتَسِبِ يَسْطُوْ بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ
مُصْطَلِمِ
حَتّى غَدَتْ مِلَّةُ الاِسْلامِ وَهْيَ بِهِمْ مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِهَا مَوْصُوْلَةَ
الرَّحِمِ
مَكْفُوْلَةً اَبْدًا مِّنْهُمْ بِخَيْرِ
اَبٍ وَخَيْرِ بَعْلٍ فَلَمْ
تَيْتَمْ وَلَمْ تَئِمِ
هُمُ الْجِبَالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مَصَادِمَهُمْ مَاذَا رَاَوْ مِنْهُمُ فِيْ كُلِّ
مُصْطَدَمِ
وَسَلْ حُنَيْنًا وَسَلْ بَدْرًا وَسَلْ اُحُدًا فُصُوْلَ حَتْفٍ لَّهُمْ اَدْهى مِنَ
الْوَخَمِ
اَلْمُصْدِرِى الْبِيْضِ حُمْرًا بَعْدَ مَا
وَرَدَتْ مِنَ الْعِدى كُلَّ مُسْوَدِّ
مِنَ اللَّمَمِ
وَالْكَاتِبِيْنَ بِسُمْرِ الْخَطِّ مَا تَرَكَتْ اَقْلامُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ
مُنْعَجِمِ
شَاكِى السِّلاحِ لَهُمْ سِيْمَ تُمَيِّزُهُمْ
وَالْوَرْدُ يَمْتَازُ بِالسِّيْمَا
مِنَ السَّلَمِ
تَهْدِيْ اِلَيْكَ رِّيَاحُ النَّصْرِنَشْرَهُمْ فَتَحْسَبُ الزَّهْرَ فِى الاَكْمَامِ
كُلَّ كَمِيْ
كَاَنَّهُمْ فِيْ ظُهُوْرِ الْخَيْلِ نَبْتِ
رَبًى مِنْ شِدَّةِ الْحَزْمِ
لا مِنْ شِدَّةِ الْحُزْمِ
طَارَتْ قُلُوْبُ الْعِدَا مِنْ بَأْسِهِمْ
فَرَقًا فَمَاتَفَرَّقَ بَيْنَ
الْبَهْمِ وَالْبُهَمِ
وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُوْلِ اللهِ نُصْرَتُهُ اِنْ تَلْقَهُ الاُسْدُ فِيْ
اجَامِهَا تَجِمِ
وَلَنْ تَرى مِنْ وَّلِيٍّ غَيْرَ مُنْتَصِرٍ بِهِ وَلا مِنْ عَدُوٍّ غَيْرَ
مُنْقَصِمِ
اَحَلَّ اُمَّتَهُ فِيْ حِرْزِ مِلَّتِهِ كَا للَّيْثِ حَلَّ مَعَ
الاَشْبَالِ فِيْ اَجَمِ
كَمْ جَدَلَتْ كَلِمَاتُ اللهِ مِنْ جَدَلٍ فِيْهِ وَكَمْ خَصَّمَ الْبُرْهَانُ
مِنْ خَصِمِ
كَفَاكَ بِالْعِلْمِ فِى الاُمِّيِّ مُعْجِزَةً فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَالتَّأْدِيْبِ
فِى الْيُتُمِ
خَدَمْتُهُ بِمَدِيْحٍ اَسْتَقِيْلُ بِهِ ذُنُوْبِ عُمْرٍ مَضى فِى
الشِّعْرِ وَالْخَدَمِ
اِذْقَلَّدَنِيَ مَا تَخْشى عَوَاقِبُهُ كَاَنَّنِيْ بِهِمَا هَدْيٌ
مِنَ النَّعَمِ
اَطَعْتُ غَيَّ الصِّبَافِى الْحَالَتَيْنِ
وَمَا حَصَلْتُ اِلا عَلَى
الاثَامِ وَالنَّدَمِ
فَيَاخَسَارَةَ نَفْسٍ فِيْ تِجَارَتِهَا لَمْ تَشْتَرِالدِّيْنُ بِالدُّنْيَا
وَلَمْ تَسُمِ
وَمَنْ يَّبِعْ اجِلا مِنْهُ بِعَاجِلِهِ يَيْنَ لَهُ الْغَبْنُ فِيْ
بَيْعٍ وَفَيْ سَلَمِ
اِنْ اتٍ ذَنْبًا فَمَا عَهْدِيْ بِمُنْتَقِضٍ مِنَ النَّبِيِّ وَلا حَبْلِيْ بِمُنْصَرِمِ
فَاِنَّ لِيْ ذِمَّةً مِنْهُ بِتَسْمِيَتِيْ مُحَمَّدًا وَهْوَ اَوْفَى
الْخَلْقِ بِالذِّمَمِ
اِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْ مَعَادِيْ اخِذًا بِيَدِيْ فَضْلا وَاِلا فَقُلْ يَازَلَةَ الْقَدَمِ
حَاشَاهُ اَنْ يُحْرِمَ الرَّاجِيْ مَكَارِمَهُ اَوْ يَرْجِعَ الْجَارُ مِنْهُ غَيْرُ
مُحْتَرِمِ
وَمُنْذُ اَلْزَمْتُ اَفْكَارِيْ مَدَائِحَهُ وَجَدْتُهُ لِخَلاصِيْ خَيْرَ مُلْتَزِمِ
وَلَنْ يَفُوْتَ الْغِنَى مِنْهُ يَدًا تَرِبَتْ اِنَّ الْحَيَايُنْبِتُ الاَزْهَارِ
فِى الاَكَمِ
وَلَمْ اُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتِى
اقْتَطَفَتْ يَدَازُهَيْرٍ بِمَا
اَثْنَى عَلى هَرَمِ
يَااَكْرَ الْخَلْقِ مَا لِيْ مَنْ اَلُوْذُ
بِهِ سِوَاكَ عِنْدَ حُلُوْلُ
الْحَادِثِ الْعَمَمِ
وَلَنْ يَضِيْقَ رَسُوْلَ اللهِ جَاهُكَ بِيْ اِذِ الْكَرِيْمُ تَجَلَّى بِاسْمِ
مُنْتَقِمِ
فَاِنَّ مِنْ جُوْدِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا وَمِنْ عُلُوْمِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ
وَالْقَلَمِ
يَالنَّفْسُ لا تَقْنَطِيْ مِنْ زَلَّةٍ عَظُمَتْ اِنَّ الْكَبَائِرِفْى الْغُفْرَانِ
كَاللَّمَمِ
لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّي حِيْنَ يَقْسِمُهَا
تَأْتِيْ عَلى حَسَبِ الْعِصْيَانِ
فِى الْقَسَمِ
يَارّبِّ وَاجْعَلْ رَجَائِيْ غَيْرَ مُنْعَكِسٍ
لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسَابِيْ غَيْرَ
مُنْجَزِمِ
وَالْطُفْ بِعَبْدِكَ فِى الدَّارَيْنِ اِنَّ
لَهُ صَبْرًا مَتى تَدْعُهُ
الاَهْوَالُ يُنْهَزِمِ
وَأْذَنْ لِسُحْبِ صَلوةٍ مِنْكَ دَائِمَةٍ عَلَى النَّبِيِّ بِمُنْحَلٍّ وَمُنْسَجِمِ
وَالالِ وَالصَّحْبِ ثُمَّ التَّابِعِيْنَ
فَهُمْ اَهْلُ التُّقى وَالنَّقى
وَالْحِلْمِ وَالْكَرَمِ
مَا رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ الْبَانِ رِيْحُ صَبَا وَاَطْرَبَ الْعِيْسَ حَادِى الْعِي
Tidak ada komentar:
Posting Komentar